١٢‏/٢‏/٢٠٠٧

فجيعة مقتل شاب


مثل بتر شجرة خضراء في اوج تفتح ازهارها واقبالها على الاثمار ، مثل فقا عين مبصرة مليئة بنور الحياة ، يفجعني نبا مقتل شاب معافى ، حيوي ومفعم بالاحلام والامال وحرارة الاشواق ودفء العواطف. يقذفني في فراغ العبث والعدمية .عبثية ان تفرع قامة الانسان مشرئبة نحو قمة الحياة ، كي تحصدها فاس غادرة على حين غرة..
كل شيء ، احلامه .. افكاره .. ، احاديثه الخاصة واحاديثه العامة ،ضحكاته الجميلة وابتساماته المشرقة ، اهتماماته البسيطة وطموحاته الكبيرة، اتزانه وهو يجد في عمله ، جنونه وهو يعود الى العراق من ملجا امن في اوروبا ، كل ما يشبه الاخرين فيه وكل ما يختلف فيه عن غيره من شباب العالم الاخر الذين يمتدون باحلامهم على اتساع الدنيا وعلى اتساع الكون دون رادع او حاجز ، رحل معه ..
حين اعترضت طريق اقباله على بهجة الحياة بقسوة لا مثيل لها كل وحشية الزمان لتطفىء في لحظة شمعة متوهجة اسمها الشاب حسنين
لم يكن لحسنين من ذنب سوى انه احب ان يعود الى بلده كي يعيش عزيزا دون ذل الغربة
لم تكن لحسنين حاجة في بلده سوى حاجة الابن الغريب الى عز التواجد بين اهله
واهله لم يحموه
اهله لا يحمون احدا ، منشغل بعضهم بالندب والاحزان
وبعضهم بالبغضاء والعداوات
والجهل والعاهات
وبعضهم برتق فتق اتسع الى ما يعلم الله
اهله قتل بين ظهرانيهم الكثير من اولادهم وبناتهم
ديست على مراى اعينهم ازهارهم المطلة على الحياة ، تبشرهم باجمل ما في القادم من الايام
مثل حسنين ، ، يخسر العراق كل يوم العشرات من شبابه الذكور والاناث ، تنطفىء مع مقتل كل واحد منهم حياة كاملة محملة مثل غيوم الخير بكل الوعود
وتغادر الى الابد سماءنا العطشى لقطرة ماء
تموت وعودنا الجميلة بمستقبل مشرق مثل ابتسامة حسنين ، لان الشجعان قليلون في هذا الزمن العراقي واصواتهم لا تعلو على اصوات الرصاص الذي زرعته عصابة الحكم البائد في كل شبر من ارض العراق ، مع بذور الكراهية العمياء التي سيجت حكمها بالدم
حسنين ، واقرانه الشهداء من شباب الوطن ، اجمل ما يستطيع العراق ان يقدمه كي تكف عنه الشرور ، كي يحمي مصيره
يقدمهم للموت فداء وبدمائهم يحصن احلام من بقوا
اما الشهداء فهم في عليين عند رب كتب على نفسه الرحمة
حسنين احد زملائنا الشباب استشهد مع زميل له على يد ارهابيين يستهدفون كل ما يمكن ان يؤشر على عودة الحياة الى هذا البلد لانهم ورثة الموت
هاجر القحطاني

هناك ٣ تعليقات:

Unknown يقول...

بالامس كان حسنين وصديقه وقبلهما كان هناك مئة حسنين راحو ضحية الارهاب وأثناء قرائتي ليومياتك ياصديقتي كان هناك إنفجارا قريبا سمعت بعهدها بان ضحاياه سبعون حسنين و لا تنسي الصدرية كان هناك اكثر من مئة وخمسون حسنين وبالامس البعيد كان هناك الحسين وعائلته , هو صراع بين الخير والشر صراع بين الحق والباطل صراع بين تقوى النفس وفجورها سوف يستمر هذا الصراع الى نهاية الدنيا كما نعرفها ولكن قرة أعيننا كالحسنين وزميله هم من نعرفهم لهذا نذرف الدموع عليهما لان صورتهم وسلوكهم اليومي كان قريب إلينا هؤلاء الضحايا ودمائهم الزكية ومصير عوائلهم تتحمل الحكومة الحالية والتي قبلها جزء كبير مما يحدث فالسفية العائمة ياصديقتي في هذا البحر الهائج ليست موقادة بقبطان ماهر وانت أعرف العارفين بهذا

Unknown يقول...

شاء الله أن يخلق الانسان بهذه الصورة الرائعة وخلق معها حاجاتها الاساسية وجعله من اكثر المخلوقات قابلية على التكيف ليس غريبا أن تتلون الكميليا بلون المحيط الذي تعيش فيه ولكن التكيف الخارجي للمحيط أمر بسيط جداإذا ما قورن بالتكيف النفسي الذي يلجئ له الانسان في ضروف خاصة فاللجوء الى الدعابات الفكرية والنكات ماهو إلا خلق نوع من التوازن العقلي الذي قد يلجئ له الانسان للهروب من الضغوطات المستمرة, هذا أمر بسيط ولكن كيف حال الانسان وهو مشبع بحاجات أكثر تعقيدا كالحاجة الى الشعور بالطمأنينة والامان هل أن هذه الحاجه الاساسية تدفع الانسان الى اللجوء الى حل لاشباعها وكيف ربما عن طريق إيجاد الشريك العاطغي الذي هو في ذاته سوف يطمأن حاجتين أساسيتين حاجة مشاركتة المشاعر والحماية والخلاص نسبيا من القلق اليومي فهناك من يشاركني فيه كذلك فهو يشبع حاجة القبول من الاخرين والشعور بالكينونه الالهيه إذا ماكنا مؤمنين بأننا إمتدادا لخالقنا, الحب هو التوحد ولكن شروطه معقدة جدا وإلا يفسر على أنه هروب من أزمة نفسية أو إشباع حاجة أساسية انيية يزول حين يزول السبب . سؤال كيف نفسر كثرة الولادات في المجتمعات التي تكثر فيها الكوارث كالمجاعة والفقر . قد يكون هذا السؤال في غير محله ولكن له علاقة بالتوازن النفسي الذي يلجئ له الانسان

سوسن يقول...

http://iraker.dk/maqalat23/Hassnian.JPG

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا."